**،،كتـــــــــب احمــــــــــد فضــــــــــل شبلــــــــول،،**
كتب ـ أحمد فضل شبلول
صدر
العدد الأول من سلسلة "الثقافة الرقمية" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور
الثقافة بمصر، وتُعنى بنشر المعرفة بتكنولوجيا الإعلام الحديث والإنترنت
والكمبيوتر، ويرأس تحريرها د. رشا عبدالله.
وقد اهتم
العدد الأول من السلسلة بدور شبكة الإنترنت في الحياة الاجتماعية
للمراهقين، فترجم مصطفى محمود كتاب "الشباب ومواقع الإنترنت الاجتماعية"
للباحثة الأميركية دانا بويد التي تقول إن هناك أربعة خصائص تنفرد بها
الشبكات والمواقع الاجتماعية التفاعلية على الإنترنت، وهذه الخصائص هي:
الدوام، وقابلية البحث، والتكرارية، وجود الجمهور غير المرئي، وهي خصائص
تغير في الأساس من الديناميكية المجتمعية وتعقد الطرق التي يتفاعل الناس
من خلالها.
ويستعرض الكتاب أهم المواقع الاجتماعية التي يتصل بها
الشباب مثل: ماي سبيس والفيس بوك، وأوضح أن عدد المشتركين في موقع فيس بوك
يبلغ حوالي 200 مليون مشترك حول العالم، بينما يبلغ عدد مشتركي موقع ماي
سبيس حوالي 125 مليون مشترك (من بينهم 80 مليون في الولايات المتحدة لكلا
الموقعين).
ويتوقف الكتاب عند صنع مواقع شبكات
الإنترنت الاجتماعية، وجواز المرور إلى الفرق الموسيقية، ومرحلة إنشاء
البروفايل، وتشخيص الهوية، وغير ذلك من موضوعات لها أهميتها في ذلك
الموضوع.
وتلاحظ الكاتبة أن المراهقين ليسوا مؤهلين
جيدا للإبحار في العوالم الاجتماعية المعقدة مع مشاهدين غير مرئيين. وأن
المجتمع الأميركي لديه علاقة غريبة جدا بالمراهقين، وبالأطفال على وجه
العموم، فهم يُعاملون على أنهم مثاليون وشياطين في آن واحد، فالكبار
يخافون منهم، لكنهم يسعون أيضا إلى حمايتهم.
وترى
الكاتبة الأميركية أنه بينما الحكم لم يتقرر بعد ما إذا كانت شبكة
الإنترنت ديمقراطية أم لا، فإن الاتصال الآني والدخول الفوري على الشبكة
يتيح عالما اجتماعيا جديدا كليا للشباب (...) وأن ما تتميز به الإنترنت هو
أنها تسمح للمراهقين أن يشاركوا في الاتصالات العامة غير المنتظمة بينما
هم في مواقعهم في الفضاءات المادية المنتظمة للكبار مثل البيوت والمدارس.
وهذا على وجه التحديد ما يجعله مثيرا للجدل، فالوالدان يسعيان إلى تنظيم
سلوك المراهقين في هذا الفضاء الجديد، وهذا بدوره يحفز المراهقين على أن
يخفوه.
ونقرأ عبارة دالة على لسان مراهقة عمرها 15
سنة تقول "أنا عندي أصدقاء مش بيقولوا لأهاليهم عن (ماي سبيس) لحسن
يتعاقبوا. أنا أعرف اتنين اتمنعوا بس بيدخلوا برضه في السر."
وتقول
الكاتبة "إننا لا نخدم شبابنا على الإطلاق إذا اعتقدنا أنه يمكننا حمايتهم
من العالم عن طريق منع اتصالهم بالحياة العامة. إنهم يجب أن يدخلوا هذه
الساحة، ويرتكبوا الأخطاء ويتعلموا منها. إن دورنا ككبار ليس هو دور رجل
الشرطة، وإنما علينا أن نكون مرشدين لهم."
وفي كلمتها
التي دشنت بها هذه السلسلة الجديدة تقول د. رشا عبدالله "هذه السلسلة
موجهة في المقام الأول للشباب، ولكل من له اهتمام بتكنولوجيا المعلومات
ووسائل الإعلام الحديثة، حيث سنحاول سويا زيادة التوعية بهذه التقنيات
التي أصبحت تشكل جزءا هاما من حياة المجتمعات المتقدمة، والتي يتزايد
استخدامها يوميا في مصر والدول العربية وخاصة بين الشباب."
وإذا
كانت السلسلة قد بدأت بكتاب مترجم، فإننا نتوقع في الأعداد القادمة نشر
كتب مؤلفة للكتاب المصريين والعرب الذين ولجوا مجال الثقافة الرقمية، ولهم
مشاهداتهم وتجاربهم وملاحظاتهم على الأطفال والشباب خاصة، والكبار أيضا،
في تعاملهم اليومي مع تلك الثقافة الجديدة والمفردات التي اكتسبتها
مجتمعاتنا بعد أكثر من عقدين من التعامل مع الإعلام الحديث والإنترنت
والكمبيوتر.
وهذا لا يمنع بطبيعة الحال من التعرف
على تجارب الشعوب الأخرى سواء الإميركية أو الأوروبية أو الشرق آسيوية أو
غيرها، عن طريق الترجمة، كي نعرف في ماذا يفكر العالم، وكيف تسير أموره
اليوم، خاصة الشباب والمراهقين الذين سيحكمون العالم بعد عقود قليلة.